الحراك الإخباري - سقط القناع
إعلان
إعلان

سقط القناع

منذ شهرين|رأي من الحراك


في الحقيقة سقط القناع منذ فترة طويلة، وكشف الرجل عن وجهه الحقيقي في الإذاعات المعروفة بولائها والقنوات التي تتلقى الهدايا (تذاكر سفر وإقامات مجانية) مقابل تسجيلها للمواقف وتعبيرها عن التصريحات التي تجعل بوريطة ينام باكرا.

سقط القناع فعلا لكن الوجه الذي كشف عنه تحقيق جريدة ليبراسيون الفرنسية اليوم الاثنين أرانا وجها قبيحا.

تقول ليبراسيون "كزافييه درينكور، سفير بلا خط أحمر مع الجبهة الوطنية" وهي اليمين المتطرف الفرنسي الذي تقوده مارين لوبن المعروفة بمعاداتها لكل ما هو جزائري.

في التفاصيل تقول الجريدة الفرنسية أن الدبلوماسي الإعلامي المهووس بمسألة الهجرة والذي أقام لفترة معتبرة في الجزائر أصبح الان يقدم المشورة لقادة التجمع الوطني بشأن السياسة الدولية كما فتح لهم دفتر عناوينه وشبكة علاقاته واتصالاته.

وتضيف ليبراسيون أن الظهور الرسمي للدبلوماسي مع مارين لوبن سيكون بمثابة "زلزال" كما سيسيل بعض العرق البارد ليس فقط للكيدورسيه (الخارجية الفرنسية) ولكن للإليزيه أيضا (الرئاسة الفرنسية). 

وترجع الجريدة هذا الوقع الكبير على المشهد الفرنسي إلى قوة هذا السفير الذي اعتبرته أحد أعمدة وزارة الخارجية في السنوات السابقة، فقد شغل أعلى المناصب ومن بينها سفير فرنسا لدى الجزائر لمدة سبع سنوات.

وخلف درينكور برنارد إيمي الذي أصبح مديرا للمخابرات الخارجية الفرنسية وبقي في "فيلا دي زوليفيي" بالأبيار لمدة طويلة خلال فترة استثنائية شهدت نهاية عهد نيكولا ساركوزي وبداية عهد إيمانويل ماكرون.

ومع أن كتابه البالي لم يحظى بالقراء (6.000 نسخة) كما حظي بالمحللين والمعلقين في الجرائد والإذاعات والقنوات المعروفة بمعاداتها للضفة المقابلة من المتوسط وعنصريتها مع المهاجرين فلا يزال يقدم وهو في بداية التقاعد كالخبير في العلاقات الفرنسية الجزائرية والعليم بكل خباياه حتى وراء الجدران وفي الدهاليز المحفوفة بالكمائن.

وعلى هذا الأساس يتلقى الدبلوماسي إطراء من قبيل أن طرحه يحمل حرية غير مسبوقة في اللهجة ويتضمن تحليلا جريئا لعلاقة "عاطفية"، "مسمومة" و"مثيرة للقلق" جعلت منه صيدا هاما لليمين المتطرف الذي يحاول في المرحلة المقبلة الإقامة في المباني الثلاث "الإليزيه، كيدورسيه وماتينيون". 

والحقيقة أن اليمين المتطرف الذي بدأ قبل سنوات عملية تقويض الجمهورية الخامسة لم يعد يكتفي بحشد القوى السياسية والثقافية والإعلامية حول مشروعه الذي يجعل قيم فرنسا على المحك وها هو يتجه اليوم ليجمع كل ما يمكن أن تسبب تصريحاته شيئا من الطنين (البوز) لاكتساح الصناديق، وقد نرى قريبا "درينكور" يحمل حقيبة "سيجورنيه".


لطفي فراج

تاريخ Mar 4, 2024