الحراك الإخباري - انتقام المخزن من المعلمين
إعلان
إعلان

انتقام المخزن من المعلمين

منذ شهر|رأي من الحراك


لم يكن معلمو المغرب ينتظرون أسوء من ذلك، فبعد عام عصيب لاقى فيه وزير التعليم بنموسى ما لاقى من العائلة التربوية وأولياء التلاميذ، والتلاميذ أنفسهم في بعض الأحيان، حان وقت الانتقام.

ولأن المخزن لن يبتعد كثيرا عن عصاه المعتادة كان لا بد أن يغتال صورة المعلم في المجتمع وينال من دوره وقيمته الاجتماعية وأفضل ما يمكن أن يغرس بذرة سامة كهذه هو الدراما التلفزيونية.

كبسولة يومية يقول منتجوها أنها كوميدية لكن مضمونها الذي يحمل عنوان "ولاد يزة" جعل المعلمين في حالة سعار منذ قرابة أسبوع.

وبعد بث الحلقة الأولى من هذه السلسلة الرمضانية على القناة المغربية الأولى (المخزن العمومي للإعلام) عبرت النقابات التربوية عن غضبها. تقول النقابات أن "يزة وأولادها" تسيئ للصورة الحقيقية للأستاذ وتقدم بروفايلا نمطيا ومستهلكا لا يعكس الواقع. إنه اغتيال للصورة في ذهن المتلقي.

وفي احتجاجها الموجه للهايكا (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) أكدت النقابات أن المحتوى يهين الأساتذة ويحتقرهم ويحط من مكانتهم ويضعهم في قالب فكاهي فج بدل أن يكونوا قدوة ونموذج يحتذى به.

وطالبت النقابات بتوقيف عرض هذه السلسلة الكوميدية فورا وإلزام القناة التلفزيونية العمومية بتقديم اعتذار رسمي للعائلة التربوية دون أن تغفل عن محاسبة المسؤولين عن هذه "الإهانة المتعمدة" بحق المعلم الذي تقدس رسالته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية. 

واتهم بعض النقابيين الوزير بنموسى نفسه بالتواطؤ مع الفاعلين وخاصة أنه لم يحرك ساكنا لحماية سلك التعليم من هذه "الإساءة البليغة" معتبرين أن "الصمت في حد ذاته يعبر عن الرضا ويتناقض مع تعهدات النظام الأساسي ولاسيما ما يتعلق بصون كرامة المعلمين".

ومع أن صرخة المعلمين وجدت صدى على الشبكات الاجتماعية وفي أوساط العائلات المغربية إلا أن مسعى النقابات لتوقيف العرض يصطدم مع حالات سابقة لم تنصف خلالها "الهايكا" ضحايا الاغتيال الدرامي ولا حتى حق المتلقين في دراما هادفة ونظيفة.




وقبل ثلاث سنوات أيدت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري الأعمال التلفزيونية المسيئة لفئات مهنية معينة معتبرة أن "لا قيمة للعمل الدرامي دون حرية في كتابة السيناريو" وأن "التمثيل النقدي لمهنة معينة لا يشكل قدفا كما هو معروف قانونا ولا يقصد منه الإساءة".

ومع أن العمل في حد ذاته غير مقنع ويحتوي على تهريج مبالغ فيه ويفتقر لمقومات العمل الدرامي المقبول على الشاشات التلفزيونية إلا أن الغرض منه واضح وقد تحقق.

فسوء اختيار الشخصيات المجسدة للأدوار وتقارب السن الكبير بينها أفقد العمل التافه أي مصداقية كما أن غياب الحبكة المقنعة والتماسك السردي للأحداث يظهر التساهل الذي تعامل به فريق الإنتاج مع هذا المسلسل وهم يسارعون من أجل إنجاز الكبسولات وقبض الشيكات نظير الإساءة وليس المتعة أو الترفيه.

لطفي فراج

تاريخ Mar 18, 2024