الحراك الإخباري - قمة التعاون
إعلان
إعلان

قمة التعاون

منذ شهرين|رأي من الحراك


"عندما يعمل الإخوة معاً تتحول الجبال إلى ذھب"، كم هي "صادقة" و"واقعية" هذه الحكمة التي تصف "التعاون بين الأخوة" وهم يواجهون الصعاب ويتحملون المشاق ويعملون معا من أجل "هدف واحد" هو "الوصول إلى القمة".

كم هي صادقة هذه الحكمة لوصف ما حدث على هامش القمة السابعة للدول المصدرة للغاز التي انعقدت مؤخرا بالجزائر والتي لا يمكن وصفها إلا بأنها "قمة التعاون".


مركز عالمي لتطوير الغاز 

وكما كان مقررا، كانت باكورة هذا التعاون، هو معهد أبحاث الغاز الذي تم تدشين مقره الرئيسي بالجزائر العاصمة ليكون مركز عالميا لتطوير الغاز وفرصة ثمينة لبعث وترقية البحث العلمي وتكوين الكوادر وترقية الشراكات بين مراكز البحث والجامعات في الدول الأعضاء ومع المراكز المماثلة في بقية أنحاء العالم.

ويسعى المعهد إلى توسيع التعاون وتوفير إطار علمي لتبادل المعلومات ودعم الابتكارات ومشاركة الخبرات والمهارات وتعميم استعمالات التكنولوجيا لتطوير قاعدة الموارد الغازية وتحسين فعاليتها وضمان استغلال وتسيير تنافسي.

وسيكون الهاجس البيئي الشغل الشاغل للمعهد الذي سيدرس كيفية خفض انبعاثات الغازات المشتعلة ووضع آليات للحفاظ على البيئة والتقليص من آثار تفاقم مادة الكربون بالموازاة مع إيجاد الحلول الفعالة والمبتكرة لتعزيز مكانة الغاز الطبيعي في الانتقال الطاقوي. 

وبالفعل، ولتجسيد هذا الالتزام، وقع منتدى الدول المصدرة للغاز على هامش قمة الجزائر بروتوكولي اتفاق مع اللجنة الإفريقية للطاقة ومعهد البحوث الاقتصادية لمنطقة "الأسيان" ودول شرق آسيا والهدف واضح، تعزيز التعاون الاقتصادي جنوب جنوب.

في التفاصيل، تشمل الشراكتين تقاسم الخبرات وتنفيذ البحوث وتنظيم الورشات المشتركة في قطاع الطاقة لترقية التنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي في إفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا.


الجزائر في قلب المنتدى

  وعلى الصعيد الثنائي، تم خلال هذه القمة التوقيع على اتفاقيتي تعاون بين الجزائر وبوليفيا تعتبر حسب موقع "بونسا لاتينا" البوليفي تتويج لزيارة لويس آرسي للجزائر ومشاركته في أشغال القمة السابعة للمنتدى.

واتفق الطرفان -وفقا لذات الموقع- على تشكيل لجان مشتركة من أجل تعميق العلاقات الثنائية وإيجاد مصادر تجارية ترضي الجانبين.

ومن جانبه الوزير الأذري الذي قاد وفد بلاده المشارك في القمة أكد لصحيفة "أذربيجان 24" أنه اتفق مع الجزائريين على تسريع عملية إنشاء مجموعة العمل تنفيذا لمذكرة التفاهم بشأن النفط والغاز والتعاون بين الجزائر وأذربيجان الموقعة في 2022.

وقال موقع "النسخة النهائية" الفينزويلي أن وزير النفط بيدرو رافائيل تيليشيا وقع مع شركة سوناطراك الجزائرية التي تعتبر أهم شركة في قطاع الطاقة في إفريقيا اتفاق يتعلق بتكوين المهنيين الفنزويليين على تقنيات إنتاج الغاز الجديدة.

وغير بعيد عن كراكاس عنونت "ترينيداد وتوباغو نيوز داي" موضوعها ب "وزير الطاقة يسعى لإبرام صفقات عالمية للغاز في قمة الجزائر".

ونقلت الصحيفة تصريح ستيوارت يونغ الذي أكد أن "الغاز الطبيعي سيلعب دورا رئيسيا في تشكيل سيناريوهاتنا ومساراتنا في المستقبل بفضل قدرته على تحمل التكاليف وموثوقيته وانبعاثاته المنخفضة" كما أن "دوره في تسريع تطوير أنظمة الطاقة الإقليمية والعالمية ستعود بالنفع على مواطنينا وكوكبنا الأن وفي المستقبل." 


فرص جديدة لسوناطراك 

ومثلما كانت الاتفاقية مع الشريك البوليفي فرصة جيدة لولوج هذا البلد اللاتيني كان المنتدى سانحة للمجمع البترولي الجزائري سوناطراك لعقد مباحثات مع عدة شركات لتعزيز التعاون وتكثيف الشراكة لاسيما مع العملاق الروسي "غازبروم".

وعبر الموريتانيون خلال هذا المنتدى عن سعي بلادهم للاستفادة من الخبرة والتجربة الجزائرية في مجال الغاز الطبيعي بالنظر للإمكانيات والمؤهلات التي تمتلكها وقصد تطوير الحقول الغازية المكتشفة حديثا.

وتنظر موريتانيا للجزائر على أساس أنها "دولة ذات خبرة وتجربة عريقة في مجال الغاز" وترغب في الاستفادة من هذه التجربة لاسيما في مجال تكوين الكوادر وإعداد القيادات لتسيير المرحلة الجديدة التي ستدخلها البلاد حين ستصبح مصدرا للوقود الأزرق بنهاية العام الجاري (2024).

وعلى نفس المنوال، جدد وزير الدولة للموارد البترولية المكلف بالغاز النايجيري التزام وإصرار بلاده (نيجيريا) على تجسيد مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.

وقال إكبيريكبي إيكبو أن تجسيد هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي سيعزز إمدادات الغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية.

وكانت القمة فرصة للجزائر ونيجيريا لبحث فرص الاستثمار وتبادل الخبرات ولاسيما في مجالات الاستكشاف وإنتاج المحروقات والبتروكيمياويات ونقل وتسويق الغاز الطبيعي وتعزيز الحوار والتشاور سواء داخل أوبك أو ضمن منتدى الدول المصدرة للغاز.

لطفي فراج

تاريخ Mar 4, 2024