الحراك الإخباري - موتوا بغيظكم
إعلان
إعلان

موتوا بغيظكم

منذ شهر|رأي من الحراك


لماذا تنزعج الصحافة المغربية كلما توجه الرئيس عبد المجيد تبون إلى شعبه ليطلعه على المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ لماذا سوء الادب و السب و الشتم و لماذا البريكولاج بدل الاحترافية في التعاطي مع هذا الحدث الجزائري؟ هل لم تعد الصحافة المغربية قادرة على التمييز بين الوقائع و الأوهام وبين الخبر و التحليل؟ 


يوجد سببين او ثلاثة لفهم "غيظ" الصحافة المغربية: السبب الاول هو السبق العالمي الذي حققه عبد المجيد تبون على المستوى الدولي بعد ان نجحت الدبلوماسية الجزائرية ان تفرض وقف إطلاق نار فوري في فلسطين، هذا السبق العالمي الذي صفق له العالم الحر لم يهضمه المغرب لانه انكشف امام الرأي الدولي بانه خائن للقضية الفلسطينية على اعتبار ان الملك محمد السادس متمسك و بقوة بعلاقته الرسمية و غير الرسمية مع الكيان الصهيونى و تحديدا مع مجرم الحرب بن يامين نتنياهو. شتان بين الموقف الجزائري البطولي و الموقف المغربي المخزي. 


السبب الثاني هو اهتمام الرئيس عبد المجيد تبون بشعبه و تركيزه في مقاربته الاجتماعية على تحسين المستوى المعيشي للمواطن و ما قرارات زيادات الأجور و المنح و دعم اسعار المواد الغذائية و مجانية التعليم و الصحة، هذه أشياء لا يحلم بها المواطن المغربي المقهور المغلوب على امره. و ما زاد في غيظ المخزن هو ان تبون خلافا لمحمد السادس في تواصل دائم مع شعبه من خلال سياسة اتصالية محكمة فتح فيها باب رئاسة الجمهورية لممثلي الصحافة الوطنية، و هذا غير متوفر عند الملك محمد السادس الذي يغيب عن الأنظار دهرا ليعود ليظهر اياما معدودات. و قد ادرك الشعب في الجزائر قرب تبون من المواطن و أطلق عليه اسم "عمي تبون" و هو دليل مودة و احترام، و هذه العلاقة بكل تأكيد غير موجودة في المغرب و اسألوا اهل الريف في المغرب ان كان عندكم شك. 


اما السبب الثالث في دخول الصحافة المغربية في حالة هيستيريا هو تعاطي الرئيس عبد المجيد تبون مع ملف المغرب بهدوء و حكمة و رفضه الرد على استفزازات المخزن و الاكتفاء بالقول بان الجزائر لا و لن تعتدي على "جار السوء" و بان هذا الموقف هو موقف مبدئي لا رجعة فيه، هذا الموقف الحضاري (هذا المصطلح استعمله تبون في تدخله امس) اخلط أوراق من يتربصون بالجزائر في المغرب و في الكيان الذي اصبح هو الحاكم الفعلي في قصر الملك محمد السادس. 


احمد العلوي

تاريخ Mar 31, 2024