الحراك الإخباري - في مالي "حوار البنادق"
إعلان
إعلان

في مالي "حوار البنادق"

منذ أسبوع|الأخبار


انطلق أخيرا في مالي حوار البنادق، مسار تريد سلطات باماكو الجديدة أن تجعله بديلا لمسار سابق وحد الماليين جميعا ووقى البلاد من شبح التشظي.

في مركز باماكو الدولي للمؤتمرات يفتتح الكولونيل أسيمي غويتا ما سمي بالمرحلة النهائية للحوار بين الماليين باعتباره رئيس المرحلة الانتقالية والرئيس الفعلي للدولة منذ أن أطاح مرتين بالشرعية الشعبية كما أنه يتحدث خلال هذا اللقاء الذي جمع السياسيين والدبلوماسيين والمندوبين عن المناطق والمسؤولين الحكوميين والعسكريين وغاب عنه المعارضون الذين يملكون الشارع.

وبعد قليل من الموسيقى التي تذكر بالشمال يخاطب الوزير الأول المالي السابق عثمان يوسوفي مايغا المشاركين قسرا باعتباره رئيس اللجنة التوجيهية للحوار المالي فلا يتذكر من التزامات غويتا إلا التزامه في ديسمبر الماضي بأن يكون الحوار شاملا. ولكن أين البقية أو عفوا الأغلبية؟

في ديباجة هذا المسار التي كانت بين أيادي الجالسين وأغلبهم من محبي "غويتا" ومناصري "البندقية" يقول المنظمون أن هذه المرحلة التي سيتم خلالها تجميع وتوحيد التوصيات الناتجة عن المناقشات الأولية التي جرت في البلديات والمناطق والسفارات والقنصليات والجامعات ستكون "عصارة" حوار غويتا على وطأة البنادق.

الغريب أن أحد المشاركين في هذه الجلسات التي تتواصل إلى غاية 10 مايو الجاري أصيب بالحيرة وهو يقرأ في الديباجة أن هذا المسار يضمن عدم تخلف أي مواطن مالي عن المساعي لتحقيق السلام الدائم وهو يلتفت يمينا وشمالا بحث عن أصدقائه السابقين في مظاهرات الجمعة.

ومع أن جدول الأعمال يتضمن مناقشات حول عدة نقاط معقدة تواجهها مالي فإن أغلب الاستنتاجات والتوصيات والقرارات التي سيتم رفعها في تقرير نهائي يقدم إلى غويتا من المفروض أن تتضمن مزيدا من المرحلة الانتقالية وتمديدا للحالة الحالية التي يقود فيها الكولونيل "بلاد مانسا" بيد من حديد. 

غويتا "متحدثا"

وقبل أن يستبدل البدلة العسكرية بكوستيم الرئاسة يتحدث الكولونيل غويتا أمام المشاركين في المرحلة الأخيرة من الحوار الوطني عن العملية ويصفها بالشاملة والتي يبذل خلالها الماليون الذين تم انتقائهم بعناية الجهود من أجل التغلب على الأزمة التي هو جزء منها وتعزيز العيش المشترك بعد طرده لأغلب المعارضين.

 يقول الكولونيل "كان على مالي، التي كانت تنعم بالسلام ذات يوم، أن تواجه أزمة وصراعات معقدة تفاقمت بسبب التأثيرات الداخلية والخارجية. ولكن، في موجة من الكرامة، أعاد الشعب المالي مصيره إلى أيديه، وهو ما تجلى في استئناف عملية كيدال وغيرها من المناطق الشمالية."

وبعد الوصف الأحادي للسياق والأحداث يطالب اللجنة التوجيهية باحترام التنوع في الرأي والثقافة وبحظر جميع أشكال الكراهية خلال المناقشات التي سترتبط مباشرة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للماليين بما في ذلك السلام والمصالحة الوطنية والقضايا السياسية والأمنية.

ولتكميم الأفواه وتوحيد جوقة المناصرين يدعو الكولونيل إلى الوحدة والتضامن للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية ثم يؤكد أن الشعب المالي يعتمد على نقاط قوته وهو صادق ولكن على دعم الشركاء المخلصين الذي دخلوا حلبة الصراع الجيوسياسي آخيرا والتحالف البديل للإيكواس. (اتحاد الانقلابين الجدد)

ولن تنتهي كلمة (نكتة) غويتا قبل أن يشجع الجميع على الصراحة وهو يقمع المعارضة والإعلام وعلى الوطنية وقد أصبحت تهمة لزج كل المناوئين للمسار القسري في غياهب السجون أو نفيهم خلف الحدود.

ما تمناه أخيرا غويتا أن تنجح العملية السياسية التي أصبحت بديلا لتسليم السلطة للمدنيين وهو لا يزال في حيرة من أمره حول خياراته للمرحلة المقبلة وهو يفاضل بين الانقلابين الماليين القدامى ويميل إلى ديكتاتورية موسى تراوري التي جثمت على البلاد لعقدين ونيف.

لطفي فراج

تاريخ May 7, 2024