الحراك الإخباري - الكاتب والسياسي الأستاذ امحمد بوعزارة لـ "الحراك الاخباري": "لا حل لنا إلا بالذهاب لانتخابات شفافة في الموعد"
إعلان
إعلان

الكاتب والسياسي الأستاذ امحمد بوعزارة لـ "الحراك الاخباري": "لا حل لنا إلا بالذهاب لانتخابات شفافة في الموعد"

منذ 4 سنوات|حوار

 تصريحات عمار سعداني بخصوص الصحراء الغربية "لا تلزمه إلا هو".


يتحدّث الكاتب والسياسي الأستاذ امحمد بوعزارة، في هذا الحوار الذي خصّ به " الحراك الإخباري"، عن الوضع السياسي الحالي للبلاد، مؤكّدا أنّه "لا حل لنا إلا بالذهاب لانتخابات شفافة في الموعد"، وفيما حذّر من نوايا اختراق الحراك الشعبي السلمي، اقترح بلورته في " مؤسسة فاعلة"، وقال بخصوص التصريحات الأخيرة لـ" عمار سعداني"، إنّها " لا تلزمه إلا هو"، مشدّدا على الموقف الرسمي في "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، ليعرج بالحديث إلى تأثير مدرسة الوطنية في تكوينه وكيف شكّل " تراجع الأفلان" بداخله "جرحا عميقا".

-الأستاذ الكاتب امحمد بوعزارة، بصفتكم إعلاميا بارزا وسياسيا محنكا في الجزائر، كيف تقيمون الوضع السياسي الحالي في الجزائر؟

من الصعب تقييم الوضع الحالي بصفة دقيقة في ظل هذا الحراك الذي يتواصل دون انقطاع منذ الـ 22 فبراير الماضي. الإشكال القائم أن السياسة لم يعد لها مفعول نتيجة التصحر الذي عرفته الساحة السياسية خلال أكثر من عشريتين.

معظم السياسيين الذين كان لهم تأثير على الشارع إنكفؤوا على أنفسهم والبعض الآخر اختفى بسبب طغيان المال الفاسد وتغول الرداءة على المشهد السياسي وعدم بروز و بلورة معارضة فعلية و فاعلة بسبب عوامل عديدة يطول شرحها و أبرزها أن النظام السابق حاول تدجين كل من له فكر ورؤية فكرية وسياسية وبحث عن موالاة عمياء تصفق له ثم تصفق ضده .

وهذه العوامل هي التي جعلت معظم الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية بالأمس بعد هذا الحراك الشعبي الثائر ، سواء قيادات أحزاب الموالاة بما فيها حزب جبهة التحرير الوطني و الأرندي و بعض الأحزاب الإسلامية و حتى المعارضة لا تمثل أي تأثير أو ثقل في الشارع ولا تستطيع تأطير الحراك و لا توجيه الشارع لكونها أصبحت فاقدة للمصداقية ، و من يفقد مصداقيته لدى الشارع يصبح بالتالي فاقدا للشرعية ، و حتى الشرعية الموجودة داخل البرلمان ، فقد لاحظنا أن الشارع بات يشكك فيها و يطعن في شرعيتها .

من هذا المنطلق لو أن الأحزاب السياسية الناشطة في الساحة السياسية استطاعت التحكم في الحراك و توجيهه لَما تمرد عليها الحراك بعد أن ركبه شبان جدد بعضهم لم يكن له علاقة مطلقا بالنضال فما بالك بالسياسة .

فقد رأينا بعضهم يركب الحراك و ينصِب نفسه فاعلا فيه ، مما جعل مختلف القنوات تتهافت على بعض ممن زج بهم لاحقا في السجن مما أوحى للبعض أن الحراك فقد بوصلته بعد أن أصبح يرفع شعاراتٍ لا تتماشى مع الديمقراطية و ذلك بالدعوة إلى عدم إجراء الانتخابات و خرق الدستور ، و هو أمر يُراد منه في اعتقادي جعل الجزائر تعيش حالات الفوضى الدائمة و من ثمة محاولة توريط الجيش الوطني الشعبي الذي يكفيه فخرا أنه حافظ على استقرار الجزائر و لم يسمح بإراقة دماء الجزائريين بالرغم من بعض التجاوزات .

ثم إن هذا الحراك الذي مضى على بداية انطلاقته ثمانية أشهر و أصبح العنصر الفاعل في المشهد السياسي لم يبلور لحد الآن قيادة باسمه و لم يُبرز و لو عنصرا واحدا ليكون مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة ، بل و يرفض أية مبادرة للحل أو يتقدم بمبادرة شجاعة للحل.

 و يبدو لي أن مرد ذلك يرجع إلى عدة عناصر أبرزها أن الحراك أصبح مشتتا، و زادت عمليات اختراقه من عدة قوى داخلية وربما لا تريد للجزائر أن تستقر ولا تريد للانتخابات الرئاسية القادمة أن تنجح، لأن القوى المتربصة بالوطن ، و كذا العصابة التي خسرت معركتها بفعل الحراك الشعبي لا تريد سوى خلط الأوراق لتعود من وراء الستار للحكم. تمنياتي أن يزول هذا الغموض و أن تهدأ النفوس لنذهب لانتخابات هادئة ينتخب فيها الشعب من ينتخب .

- بين الممارسة الإعلامية، تأليف الكتب وتعاطي السياسة، ماذا تفضلون؟

لقد سبق لي أن تحدثت مرارا عن هذا الموضوع ، سواء من خلال كتاباتي أو من خلال تصريحاتي ، إذ أوضحت بأن الكتابة بالنسبة لي شئ مقدس ، الكتابة تسكنني منذ بدأت أعرف وعي الحرف، إذ أصبح مفعول الكتابة يسري في عروقي ، حيث أنني صرت مسحورًا بالقراءة و الكتابة معا .

منذ بداية شبابي و أنا أكتب و لم أتوقف عن الكتابة. كتبتُ للإذاعة مبكرا و أنا طفل في برامج الأطفال، ثم أصبحت منتجا لأهم برنامج سياسي تحليلي أسبوعي للإذاعة استمر عشرة أعوام بكاملها من 1976إلى 1986 ، و كتبت للصحافة و أنا دون سن العشرين و لم أتوقف ، و منذ 2004 اتجهت للتأليف، و أحمد الله أنني وصلت الآن إلى تأليف 16 كتابا في الإعلام و الاتصال و في السياسة و في الفكر السياسي و التاريخ و الثقافة و التعريف ببعض الشخصيات بناءا على وصية أستاذي الشيخ الفاضل محمد الصالح الصديق صاحب الـ 95 عاما حفظه الله وصاحب الـ 137 كتابا عندما قال لي : يا ولدي : أكتب ، ثم ، ثم أكتب حتى تموت كي لا تموت .

أدعو الله أن يُمكنني من مواصلة الكتابة و من أن يبقى اسمي حيا بين الناس بعد مماتي بناءا على هذه الوصية الجميلة. و لكن ما أومن به أن الكتابة لا تَحُول دون ممارسة السياسة ، الكتابة يمكن أن تعالج كثيرا من الاختلالات التي قد تظهر في السياسة ، و الكتابة قد تحارب

انحراف السياسة عن الأخلاق السياسية المطلوبة ، و الكتابة يمكن أن تظيف الكثير من عناصر القوة و الدعم للسياسة،و الكتابة يمكن أن تُنظِّر للسياسة و تخلق لها كل عناصر القوة و البقاء من خلال الاستشراف الذي يحول دون وقوع رجال و نساء السياسة في الأخطاء القاتلة .

فالسياسي الذي لا يقرأ سياسي محكوم عليه بتكرار و اجترار خطاب يصبح كل يوم مملا يكون مصيره الموت البطيء سياسيا. و ما أومن به أن الصحفي و الكاتب عموما يمكن أن يكون سياسيا ناجحا، في حين يصعب على أيِّ سياسي أن يكون صحفيا أو كاتبا ناجحا . و أود أن أضيف أنني لم أمارس السياسة من أجل السياسة، بل مارستُ النضال السياسي عن اقتناع،و هناك فرق بين المناضل السياسي و بين السياسي الذي يجعل من السياسة مجرد حرفة يقتات منها أو يرتزق بواسطتها .

إنني قبل كل شيء مناضل نهلتُ من أدبيات و فكر الحركة الوطنية و من أدبيات و نضالات جبهة التحرير الوطني و تتلمذت على بعض عظمائها من أمثال محمد الشريف مساعدية و عبد الحميد مهري و بن الدكتور بوعلام حمودة الذين ربطتني بهم أوثق الصلات، و عشت في أحظان جبهة التحرير الوطني قبل أن ينخرها الفساد و المال العفن و الرداءة و هو ما جعلني أنسحب مع مجموعة من المناضلين و القياديين الشرفاء منذ مارس الماضي .


ــ يتبين من خلال كتاباتكم انتماءكم إلى ما يعرف بفكر المدرسة الوطنية، كيف واجهتم أفكار التعصب التي ترفض الآخر، ومن نتائجها ظواهر التطرف والعنف والإرهاب؟



مدرسة الوطنية التي نهلت منها كانت تؤمن بالفكر الثوري ، و لكنها لم تكن متعصبة و لا راديكالية أو رافضة للحوار ، لقد جمعت الجزائريين و الجزائريات في بوتقة النضال و الثورة ضد الاستعمار ضمن الأدبيات التي كرستها جبهة التحرير الوطني في بيانها التاريخي. ثم كرستها النضالات الميدانية عقب استعادة الاستقلال حيث كان الحوار يدور على نطاق واسع بين المناضلين في القواعد و على المستوى المركزي عكس ما يشاع الآن.

كان النقد يطال حتى المسؤولين الكبار سواء في الحزب أو في مختلف أجهزة الدولة دون أن يتعرض المناضل لأية عقوبة،عكس ما حدث مع عهد التعددية حيث أصبح تقديس الشخصية بما في ذلك في بعض الأحزاب المحسوبة على اليسار أسلوب بعض قادة الأحزاب التي أفرزها دستور الممارسة التعددية الصادر في فبراير 1989 ، إذ أن بعض قادة الأحزاب الناشئة بفعل ذلك الدستور يقبعون على رأس أحزابهم لفترة تزيد عن الربع قرن . كان المناضل الأفلاني يمارس النقد و النقد الذاتي بكل حرية حتى في صحافة الحزب دون أن يطاله العقاب أو الرقيب.


- من بين إصداراتكم المؤلفات الموسومة بـ "يسقط الإرهاب ..تحيا المقاومة"،" بعيدا عن أوجاع الربيع الزائف"، "اغتيال عقول ..اغتيال أوطان"،حدثنا عن مضمونهما وكيف حاربتم الإرهاب والتطرف عبر كتاباتكم؟


معظم كتبي ــ ما عدا سيرتي الذاتية " من الخيمة إلى البرلمان ، و كتاب : عشت مع أولئك و عرفت هؤلاء ، ثم كتاب : حكايات : عنهم و معهم .. والذي يصدر بعد أيام ،عبارة مجموعة من المقالات التي كتبتها على عدة مراحل و نشرتها في مختلف الصحف الوطنية و الأجنبية خصوصا العربية و كذلك العديد من المحاضرات التي ألقيتها في مختلف جامعات الوطن و في المراكز الثقافية داخل الوطن و كذلك في الخارج .

وقد تعودتُ أن أجمع هذه الأعمال ثم أختار لها عنوانا مناسبا من بين المواضيع التي كتبتها لتكون عناوين لكتبي . محاربتي للإرهاب تنطلق من المفهوم الذي تم تبنيه من قبل الجزائر ، ثم نظرتي الشخصية كمثقف و مفكر لآفة الإرهاب باعتباره فعلا ممقوتا لا في ديننا الإسلامي السمح الذي ينبذ كل فكر متطرف فما بالك بتكفير الآخر أو اللجوء إلى قتله ، و من منظور إنساني لإيماني بأن الحوار هو الضامن الوحيد لتغليب كفة الحلول السلمية و إقامة الديمقراطية على العنف و التطرف و التعصب و رفض الآخر .

ومعظم كتبي خصوصا كتاب : اغتيال عقول ..اغتيال أوطان.. تحيا المقاومة ..يسقط الإرهاب، فن العبث بالتاريخ.. عالجتْ مختلف مسائل التطرف والإرهاب وقتل رجال الفكر والعلماء و تزييف التاريخ.


- المتتبعون للشأن السياسي يؤكدون تراجع شعبية الحزب العتيد خلال السنوات الأخيرة، ما هي قراءتكم لهذا الأفول؟

قراءتي قدمتها قبل الاستحقاقات وبعدها عودوا إلى آخر النتائج المقدمة في الانتخابات التشريعية بولاية الأغواط على سبيل المثال وليس الحصر، هل يعقل أن الأفلان التي كانت تحوز دوما أكثر من نصف المقاعد تصبح في ذيل الترتيب وبمقعد واحد بالإنقاذ..لقد قلت إن تراجع الأفلان هو جرح عميق بات يؤلم جميع المناضلين الشرفاء بمن فيهم من قرروا الانسحاب بشرف و أنا واحد منهم. إنني لا أفضل العودة إلى الحديث عن هذا الجرح لأنه يؤلمني و يؤلم كل المناضلين الشرفاء.

- قدمتم استقالتكم من الحزب العتيد فيما كنتم قياديا بارزا فيه، حدثنا عن دوافعكم إلى اتخاذ القرار؟

شرحت أسباب استقالتي و أفضل ألا أعود لها ثانية لأنها كذلك جرح دام .

 - الأكيد أنكم تابعتم ككل الجزائريين التصريحات الأخيرة لعمار سعداني عن أوضاع البلاد و الصحراء الغربية، ما هو ردكم الأولي على ما جاء على لسان الرئيس الأسبق للأفلان؟

عمار سعداني سبق له أن أدلى بتصريحات عن الصحراء الغربية عندما كان أمينا عاما للحزب لقيت ردود فعل رافضة في حينها من الرئاسة ومن الخارجية، وتم حينها استقبال الرئيس الصحراوي على عجل من أعلى مستوى فيما فُهم أنه رفضٌ مطلق لتصريح السيد سعداني .

شخصيا أنا لا أناقض الموقف الرسمي لبلدي الداعي منذ سبعينيات القرن الماضي إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ثم إنني كذلك لا أريد أن أناقض مواقفي السابقة كمناضل و كصحفي تابع القضية الصحراوية منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين ــ إذ كانت الجزائر دوما مع حق تقرير مصير الشعب الصحراوي في أن يقرر ما يشاء عبر استفتاء ترعاه الأمم المتحدة .

هذا الخط ينبع مما كتبتُه قبل أن يظهر عمار سعداني على الساحة السياسية في الجزائر من خلال تعليقات سياسية مسجلة في الإذاعة الجزائرية منذ 1974 و إلى غاية 1986 ، و كذلك ضمن برنامجي السياسي الأسبوعي " قضية و تحليل " الذي كان يبث في الإذاعة من 1976 إلى 1986 غاية تعييني مديرا جهويا للتلفزيون بورقلة حيث خصصت العديد من حلقات ذلك البرنامج لقضية الصحراء الغربية من منطلق حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، كما أنني كنت أشرف في ثمانينيات القرن الماضي على البرنامج الإذاعي اليومي " مغرب الشعوب " الذي كان يُبث على أمواج الإذاعة الوطنية، و لاشك أن العديد من المواطنين تابعوا لقائي الموجود على اليوتوب في برنامج " الاتجاه المعاكس " الذي بثته قناة الجزيرة في نوفمبر 2004، حيث دار الحوار حينها في ذلك البرنامج مع السيد حسن عبد الخالق سفير المغرب الحالي في الجزائر الذي كان حينها نائبا عن حزب الاستقلال و رئيسا لتحرير صحيفة العلم المغربية .

و لذلك فهذه التصريحات للسيد عمار سعداني لا تلزمه إلا هو ولا تعليق لي عليها .

- بعض الأصوات ترفض تنظيم الانتخابات الرئاسية وأخرى تؤيد تنظيمها كونها الحل الوحيد لإخراج الجزائر من أزمتها، أي الطرحين ترونه الأنسب حاليا؟

ماذا يريد الرافضون للانتخابات، هل يريدون بلدا بحجم الجزائر بدون رئيس شرعي حتى يكون مبرر الأطراف الحاقدة التدخل في شؤوننا..لا حل لنا إلا بالذهاب لانتخابات شفافة في الموعد الذي تم تحديده في الثاني عشر من ديسمبر القادم .

-كيف ترون مستقبل الحراك الشعبي في الجزائر، وهل تؤيدون فكرة ضمه في هيئة وطنية دائمة مهمتها الوساطة بين الشعب والسلطة؟

في اعتقادي أن المرحلة القادمة التي تبدأ بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ستفضي إلى ملامح الحل و تبين مستقبل الحراك، إذ سيكون الرئيس المنتخب مخولا بصلاحيات واسعة للدفع بتجاوز هذه الأزمة التي مضى عليها الآن ثمانية أشهر وهو ما من شأنه أن يعمل على تهدئة النفوس.

والراجح أن المهام التي تنتظر الرئيس القادم ليست ذات صبغة سياسية فقط ، بل اقتصادية و اجتماعية نظرا لشح الموارد المالية و نفاذ احتياطي الصرف و انخفاض أسعار المحروقات التي تشكل المورد المالي الرئيسي للجزائر .

كما أن الوضع الأمني المتدهور على حدود الجزائر خاصة الجنوبية منها يتطلب تسريع عملية انتخاب رئيس يكون بمستوى التحديات الإقليمية و الدولية المطروحة على الجزائر. أما بشأن الحراك فقد عبرت عن ذلك صراحة بأنه لكي لا يبقى مجرد صيحة في واد عليه أن يتحول إلى مؤسسة فاعلة تراقب سير مختلف مؤسسات الدولة و تكون بمثابة صمام الأمان الذي يحول دون تكرار أية انحرافات تقع في منظومة الحكم مستقبلا .

- السيد بوعزارة يفوز في الانتخابات التشريعية سنوات 1991، 1997 و 2007 لينتخب نائبا عن ولاية الأغواط . ما السر وراء اختيار الاغواطيين لشخصكم الكريم؟

كنت أود لو أنك سألتِ أهل الأغواط عن السر وراء ذلك ، لأنني أفضل ألا أكون من صنف مَنْ يقولون " مادح نفسه يقرئكم السلام ". ومع ذلك وكما قلت لإحدى الصحف المصرية في الإجابة عن سؤال مشابه لسؤالك أن هناك مجموعة من العناصر تمكّن أي مترشح من الفوز كلما تقدم لأية انتخابات .

وأبرز هذه العناصر هي القيمة والسمعة التي يحظى بها المترشح شعبيا حتى قبل خوضه لأول تجربة انتخابية، وكذا نوعية الخطاب السياسي الذي يتقدم به و البرنامج الذي يلتزم به و الوعاء الشعبي الذي لديه ، إضافة إلى الرصيد الحزبي الذي يترشح تحت لوائه. هذه في اعتقادي أبرز العناصر لنجاح أي مرشح لأول انتخابات. وهذه العناصر قد تزيد و قد تقل مع ثاني تجربة انتخابية، و قد خضت والحمد لله أكثر من تجربة انتخابية ناجحة .

التجربة الأولى في عام 1991 و التي تم إلغاؤها بسبب توقيف المسار الانتخابي إثر فوز حزب الفيس الإسلامي المحل الذي لم يتمكن من إسقاطي، و قد اجتزتُ الدور الأول بالترجيح رغم أن أسماء كبيرة من بينها السيد عبد السلام بلعيد رئيس الحكومة الأسبق ووزير الصناعة الشهير في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين الذي سقط مثلما سقطت معه أسماء كبيرة .

التجربة الثانية في 1997 التي دخلت فيها البرلمان لأول مرة و كان فوز حزب جبهة التحرير الذي كنت ضمن قائمته كبيرا .. التجربة الثالثة كنت فيها عام 2007 على رأس قائمة نفس الحزب بولاية الأغواط و كانت نسبة النجاح كبيرة في تشريعيات ذلك العام بالنسبة للحزب الذي كنت أنتمي له .

و قد لاحظ المتتبعون للشأن السياسي أن حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان الأول في تلك الولاية في مختلف الانتخابات قد تراجعت شعبيته في انتخابات 2017 إلى المرتبة الأخيرة ، بل كاد لا يحصل على مقعد واحد رغم أنه كان يحوز كل مرة على نصف المقاعد. مع الملاحظ أنه لم يتم ترشيحي في الانتخابات الأخيرة .

عدم اللجوء إلى الشعبوية المفرطة ومصداقية المترشح وصدق خطابه ووضوحه هي من بين العناصر العاملة على النجاح. و أحمد الله أن هذه العوامل توفرت لدي، كما أن الوعاء الانتخابي الذي يشمل كل ولاية الأغواط التي انتخبني مواطنوها ثلاث مرات ألغيت واحدة منها عام 1991 لم يكن مقتصرا فقط على البلدية التي أنتمي إليها و التي يعتبر عرشها أكبر عروش ولاية الأغواط بل كانت النتيجة عامة في مختلف البلديات الـ24 لولاية الأغواط . فشكرا لأولئك المواطنين .



حاورته: سمية.م

تاريخ Oct 20, 2019