الحراك الإخباري - دلالات خمسين الف مصل في جامع الجزائر
إعلان
إعلان

دلالات خمسين الف مصل في جامع الجزائر

منذ شهر|رأي من الحراك


لا يحتاج المحلل ان يكون من الوزن الثقيل حتى يجزم بان اجتماع خمسين الف مصلي لصلاة هذه الجمعة في الجامع الكبير بالعاصمة الجزائرية دليل قاطع بان البلد ينعم بالسلم و الاستقرار الاجتماعيين، و بان الهدوء بات هو سيد الموقف بعد فترة ثورة و غضب دامت حوالي ثلاثة سنوات وضع فيها الحراك الشعبي المبارك حدا نهائيا لحكم فاسد و اعاد البلد الى السكة بعد الانحراف الذي كاد يدفع البلد الى الانهيار و سقوط الدولة. 


ان معطى السلم و الهدوء الاجتماعيين هو معطى اساسي لفهم المشوار الذي قطعته الجزائر منذ استلام عبد المجيد تبون سدة الحكم بعد انتخابه في نهاية 2019 حيث كان الملايين من المواطنين في الشوارع في حالة غضب و رفض إلى كل ما يرمز إلى الدولة و النظام بسبب طبقة حاكمة منحرفة عملت على خوصصة الجزائر. 


و مادامت الذكرى تنفع وجب التذكير بان السلم و الاستقرار هما في الحقيقة نتيجة مقاربة جديدة ترتكز اولا على محاربة الفساد مهما كانت رتبة الفاسد رئيس حكومة، وزير او جنرال. كما ترتكز هذه السياسة الجديدة ثانيا على إعادة توزيع مداخيل الدولة بشكل عادل على المواطن المحروم و المظلوم بناءا على قاعدة "تنصرون و ترزقون بضعفائكم." اما الركيزة الثالثة فهي تتمثل في استعادة القرار السياسي و الاقتصادي من أيدي قوى اجنبية حاولت ان تجهض مشروع 1 نوفمبر المتمثل في بناء دولة وطنية بسيادة كاملة. 


هذه هي العوامل التي ساهمت في ان يستعيد البلد هدوءه و استقراره و جبهته الداخلية، و لا غرابة بعد ذلك ان يجتمع 50 الف او مليون مصلي في الجامع الكبير. 



احمد العلوي

تاريخ Mar 15, 2024