الحراك الإخباري - عمود "مليلية"
إعلان
إعلان

عمود "مليلية"

منذ أسبوع|الأخبار


لا تهدأ العلاقات بين ضفتي المتوسط بين المغرب وإسبانيا إلا لتضطرب من جديد، فبعد محاولة اختراق المخزن للانتخابات المحلية الإسبانية، وتحريضه للحركات الانفصالية في إقليم كاتالونيا، والتجسس من خلال بيغاسوس على الحكومة الإيبيرية في "المونكلوا" و"سالامانكا" و"لا كاستيلانا"، عادت المخابرات الحموشية للطرق التقليدية، التنصت بالهوائيات واعتراض الرسائل الهاتفية والراديو.

في الخبر الذي تناقلته الصحف الإسبانية يقول حزب "فوكس" أنه "سيطلب استفسارات من الحكومة الإسبانية من خلال البرلمان حول تثبيت المغرب لعمود جديد للاتصالات بالقرب من مدينة مليلية."

ويقول الحزب الذي اعتمد على مصادر في المخابرات الإسبانية أن هذا العمود (لاقط هوائي) الذي نصبه الحموشي بالقرب من المعبر الحدودي بين مليلية والأراضي المغربية يستخدم من طرف الرباط للتجسس على وسائل اتصال الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسبانية المتواجدة في المدينة.

ونشرت جريدة "الإسبانيول" قبل أيام مقالا صحفيا تحدث عن "عملية العمود" حيث أقدمت القوات المسلحة المغربية قبل فترة على تثبيت لاقط هوائي كبير وأجهزة اتصال حديثة لا تبعد إلا أمتارا عن الحدود بين المغرب وإسبانيا وعن النقاط الأمنية والعسكرية بمعبر مليلية.

وأثارت هذه العملية وفقا للإسبانيول هواجس المخابرات الإسبانية التي تخشى من محاولات المغرب التحكم في الاتصالات داخل المدينة والاطلاع على محتوياتها والتجسس عليها والهدف واضح دائما الحصول على أي صيد ثمين من أجل التشويش، الابتزاز، محاولة التأثير أو مقايضة أي معلومة مع ما يوافق الأجندة المخزنية.

وعن مصادر في المخابرات الإسبانية تضيف الجريدة أن "تثبيت المغرب للاقط هوائي خاص بالاتصالات قرب حدود مليلية في العاشر مارس الماضي، قد يكون بهدف السيطرة على الاتصالات في مليلية ورصد المكالمات التي تجري بين الأجهزة الأمنية" والعسكرية وبين أشخاص آخرين هم أهداف للمخابرات المخزنية.

وبالرغم من محاولة الصحف المخزنية الترويج لأحد التقارير الاستخباراتية التي برأت المغرب من فضيحة التجسس باستخدام برنامج "بيغاسوس" وهو لا يخص إلا سنة 2023 إلا أن وقائع التجسس باستخدام هذا البرنامج الصهيوني ثابتة في حق المتعامل المغربي الذي تعاقد مع شركة "أن أس أو" الإسرائيلية لاختراق هواتف مسؤولين كبار في سنوات سابقة (قبل 2023).

وكشف التحقيق الدولي الذي قامت به أزيد من 17 وسيلة إعلامية دولية محايدة في جويلية 2021 عن تورط عدة دول من بينها المغرب (والإمارات) في عمليات تجسس واسعة باستخدام برنامج التجسس الصهيوني "بيغاسوس" (10 ألاف هاتف محتمل).

واستخدمت أجهزة المخابرات الداخلية والخارجية المغربية هذا البرنامج للوصول إلى معلومات تتعلق بمسؤولين كبار في فرنسا وبلجيكا وإسبانيا على غرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقرابة 14 وزيرا في حكومته ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وأعضاء من حكومته (وزيري الخارجية والدفاع) وعلى مسؤولين آخرين ونشطاء وحقوقيين وصحفيين من بينهم من يقبع حاليا في السجون المخزنية والتهم في المملكة الشريفة معروفة (جنسية أو لها علاقة مباشرة بالحياة الخاصة للضحايا).

لطفي فراج

تاريخ Apr 20, 2024