الحراك الإخباري - هكذا فضح سهيل الخالدي تجار الدين واللغة
إعلان
إعلان

هكذا فضح سهيل الخالدي تجار الدين واللغة

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


يعتبر سهيل الخالدي الذي رحل عن عالمنا منذ يومين أكثر من إعلامي أو صحفي بل كاتب ومفكر ترك بصمته الشاهدة على عمق العلاقة التي ربطت الأقطار العربية ثقافيا وحضاريا، برغم الفوارق والعوائق السياسية.
ويعتبر كتابه" تباريح الحرف العربي الجريح" من أبرز ما كتبه الخالدي، وشاهد على مروره من هذه الحياة.
يتحدث الخالدي في هذا الكتاب عن الصعوبات التي كابدتها اللغة العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه، في مواجهة قوى الغزو على امتداد مراحل تاريخية مختلفة.
جاء الكتاب في خمسة أقسام، حيث خصص القسم الأول للحديث عن نشأة الأمة العربية ولغتها تحت عنوان “ميلاد أمة ووحدة أرض”، في حين جاء القسم الثاني تحت عنوان “توحد الكلام”، تحدث فيه عن دور القسم الإفريقي الشرقي والغربي في نشأة وتطور اللغة العربية، كما تناول فيه وبحث الشراكة الحضارية بين القسم الأسيوي والإفريقي ونتاجها اللغوي إضافة إلى دور اللغة الأمازيغية الأولى في تأسيس اللسان العربي.
 في حين توقف الخالدي في القسم الثالث من الكتاب عند مسيرة الأقوام العروبية نحو الثقافة المركزية واللغة المركزية وتأثير الدين الإسلامي على الثقافة واللغة، حيث يعتقد الخالدي أن فقهاء السلاطين عبر العصور وضعوا اللغة في خدمة أهل قريش الذين كانوا في سدّة الحكم، وقد انتقل هذا التفسير اللغوي ليلقى بظلاله على النص القرآني، بما في ذلك طغيان الفهم الذكوري لهذه النصوص وتغييب الصوت الأنثوي وهي البصمة التي ستلاحق التفسيرات عبر العصور اللاحقة.
 ويذكر الراحل الخالدي عدة أمثلة في هذا السياق منها أن الألفاظ المؤنثة في العربية أكثر من الألفاظ المذكرة بل قال: “إن كلام السيّدات هو سيّد الكلام ومن هنا يستنتج الخالدي أن اللغة العربية لم تضطهد المرأة ولكن اضطهدها المفسّرون.
أما القسم الرابع من الكتاب فحمل عنوانه “تباريح الحرف العربي الجريح”، و فيه تناول المؤلف فلسفة الحرف العربي وسيكولوجيته وتناول خاصة في فصل “المحبرة والدم” المواجهات التي جرت على اعتاب الحرف العربي في الجزائر وفيه تحدث عن المعارك السياسية والإديولوجية.
وفي القسم الخامس من الكتاب نفسه تحدث الخالدي عن العدو الأساسي للغة العربية، وهم الحكام العرب، وبعض رجال المجمعات اللغوية، وكذلك بعض المثقفين.
 الكتاب الذي صدر عن دار كنعان يعتبر بحث تاريخي وفكري متميز عاد من خلاله الراحل الى دراسة المجتمعات العربية قبل العدنانية التي نزل بها القرآن، لغة قريش، أي ما يسمى بالعربية المستعربة.
ويقول الخالدي “حسب النص الآشوري "إن العرب ظهروا في بلاد الشام، وسبأ اليمن، وتيماء الجزيرة العربية، وشبه جزيرة سيناء"، ويتكلم أيضا الكتاب عن البربر والعرب وغربي إفريقيا، ويصل إلى أن العربية والأمازيغية تنحدران من أصل واحد".


نعيمة . م

تاريخ Dec 18, 2019