الحراك الإخباري - سنبنيه من جديد
إعلان
إعلان

سنبنيه من جديد

منذ شهرين|رأي من الحراك


مشاهد مروعة تلك القادمة من بلدة "عبسان الكبيرة" في قلب "غزة" للمستشفى الجزائري التخصصي الذي عاثت فيه آليات الجيش الصهيوني فسادا فلم تترك به جدارا ولا حجرا على حجر.

ولم تكتفي دبابات الاحتلال التي كانت تقودها الرغبة العارمة في الانتقام، بتحطيم البناية وجزء كبير من قسم الطوارئ فراحت تحرق الصيدلية المركزية للمشفى الذي تحميه المواثيق الدولية، لا بل وأحرقت أيضا قسما كبيرا من الأجنحة والغرف والعتاد والتجهيزات الطبية. "إنها النار التي تطفأ جحيم الغل الأسود الذي استوطن في قلوب المجرمين".

تقول قناة الجزيرة القطرية اليوم الثلاثاء أنها "رصدت دمارا كبيرا خلفته قوات الاحتلال في "عبسان الكبيرة" شرقي "خان يونس" (في وسط غزة)" وأن هذه القوات "دمرت بشكل كامل المستشفى الجزائري التخصصي وأخرجته من الخدمة في مشهد متكرر يؤكد الاستهداف الصهيوني الممنهج للمستشفيات وللمؤسسات الصحية".

وبالفعل، فالدمار الذي شهده المستشفى الجزائري جاء بعد عمليات تجريف واسعة باشرتها القوات الصهيونية وهي تهم في الدخول إلى المنطقة التي جعلتها ركاما فوق الركام بعد استهدافها بشكل مباشر للمرفق الصحي ولكل البنايات القريبة منه وحتى الأحياء المجاورة.

وأدى المستشفى الجزائري خلال هذه الحرب واجبه كاملا وضل محجا للمصابين والمرضى وملجأ لطالبي الرعاية الصحية والاجتماعية إلى أن باغتته القوات الهمجية التي لا تفرق بين الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وبين الأهداف العسكرية.

وقبل ذلك كان هذا المستشفى الذي بني من هبات الجزائريين وتم تجهيزه بالعتاد الطبي والأدوية التي يحتاجها الفلسطينيون وقد لا تتوفر في المشافي الأخرى يقدم خدماته لكافة الغزاويين ولاسيما أولئك الذين يقيمون بجواره وعددهم يتجاوز 70 ألف فلسطيني.

وزيادة على ذلك يضم هذا المرفق الصحي الذي يقع بالبلدة التي تعرف بمقاومتها الكبيرة للاحتلال الصهيوني وارتباطها الوثيق بالنضال المسلح، العيادات الخارجية التي تعمل يوميا وعلى مدار الأسبوع في طب الأسنان والعظام والقلب والعيون والجراحة والأعصاب والنساء والولادة. 


ومثلما أرادت الأيادي الصهيونية (السفلى) المحملة بالحقد أن تخرج المستشفى الذي كان يقدم الدعم للفلسطينيين في أصعب الأوقات فستعود الأيادي الجزائرية (العليا) المليئة بالحب لبنائه من جديد وهي أيادي قوية لا يوقفها أحد وأذرع طويلة تعرف كيف ترد الصاع صاعين. 

متى، أين وكيف؟ تلك قصة أخرى.

لطفي فراج

تاريخ Mar 5, 2024