الحراك الإخباري - مصابات بالسرطان لـ" الحراك الاخباري" بصوت واحد: هكذا انتصرنا على الدّاء الخبيث.. نحن ملكات!
إعلان
إعلان

مصابات بالسرطان لـ" الحراك الاخباري" بصوت واحد: هكذا انتصرنا على الدّاء الخبيث.. نحن ملكات!

منذ 4 سنوات|روبرتاج

شهادات حيّة ينقلها "الحراك الإخباري" لثلاث سيّدات أصبن بسرطان الثدي، روين خلالها حكاية هزمهنّ الدّاء الخبيث، وكيف شفين تماماً بفضل شجاعتهن وتمسّكهن بالأمل في الحياة، والإيمان الذي تملّكهنّ فزادهنّ قوّة لتجاوز مرحلة الصراع مع الدّاء، وكيف قرّرن أن يكنّ أٌقوى منه حتى لا يتغلّب عليهنّ، كما وجّهن رسالة "مرصّعة بالذّهب" لكل المصابات بهذا المرض.

فتيحة: ولدت من جديد

تروي" فتيحة"، في التاسعة والثلاثين من عمرها، لـ"الحراك الإخباري" حكايتها مع مرض السرطان قائلة "عندما اكتشفت وجود كيس دهني أسفل ابطي، لم أعره اهتماما ظنا منيّ بأنّه أمر عادي يزول بعد أسبوع على أقصى تقدير، ولكنني تفاجأت به يزدادا اتّساعا، أجريت الفحوصات والتحاليل اللازمة وصور الأشعّة"، تسكت فتيحة برهة من الزمن قبل أن تضيف " ولكنّ سكوت الطبيب عند قراءته لنتائج التحاليل، كان كافيا لأتأكّد بأنني مصابة بسرطان الثدي".

"حينها بكيت، أخبرت زوجي وأخفيت الأمر عن ابنائي حتى لا أعيق دراستهم وبناء مستقبلهم، بل كنت أمنحهم القوة للحفاظ على مستواهم الدراسي، ولا أُشعرهم البتّة بضعفي، بالمقابل لم أبق مكتوفة الأيدي بل قرّرت أن أهزم الداء الخبيث، أجريت عملية استئصال الورم وأتلقّى اليوم العلاج الكيمياوي والعلاج بالأشعة بصفة دوريّة، أمارس الرياضة، أخرج للمشي، أضحك طويلا حتى لا يتسرّب اليأس إلى داخلي"، تقول فتيحة.

تواصل "فتيحة" سرد حكايتها بالقول:" تساقط شعري، زال حاجباي، ومع ذلك لم أنتكس، بل بالعكس كلّما سقطت شعرة زدت إرادة وثباتا، وكنت أتفادى الجلوس مع الناس السلبيين حتى أتفادى نظرات الاستعطاف والشفقة، وأجالس فقط من يمنحوني القوّة، وكنت كلما ضعفت أشكو مصابي الى الله تعالى وألجأ الى قراءة آيات من القرآن الكريم لأخفف عن نفسي همّ مرضي، وأعمل على زرع الثقة في نفسي"، لتختم فتيحة حديثها معنا بالقول " بتصرفاتي هذه، كنت كلما زرت الطبيب يخبرني بأنّ علاجي يخفّض درجة الاصابة من الثانية إلى الأولى والحمد لله".

سميرة: المضيّ بالعلاج والإيمان بالله وراء شفائي

تروي سميرة، 43 سنة، لـ " الحراك الاخباري"، أصعب اللحظات في حياتها كما وصفتها، تقول: "أربع سنوات كاملة مرّت على اكتشافي إصابتي بسرطان الثدي، وبالضبط حين كنت في التاسعة والثلاثين سنة، أخبرتني الطبيبة اثر شعوري الدائم بالوهن والدوران الذي تصاحبه حمّى، بنتائج التحاليل الدقيقة التي وصفها لي، بأنني مصابة بسرطان الثدي"، لتضيف " صدّقوني لقد أحسست بقرب موتي ووصول أجلي ولكنني بعد أن حكّمت عقلي وجمحت عواطفي، تيقّنت بأنّ الأمل يبقى رفيق الإنسان مهما تضاءلت نسبته".

تضيف سميرة " نعم عانيت من قلة الشهية، والضيق الشديد في النفس، ولكن كنت أصبّر نفسي بنفسي، فحالتي أقلّ سوءاً من كثيرين، وهذا قضاء الله وقدره فلا مناص لي منه، كما كنت كلما رأيت نظرات أطفالي، تنهمر الدموع من عينَي، ولكنني واجهت ذلك بابتسامة عريضة حتى لا أشعرهم بمرضي، وكنت كلّما أحسست باليأس والإحباط، أتنفّس طويلا، أتنهّد وأستغفر، ثمّ أخرج لممارسة رياضة المشي".

وفيما تعترف سميرة بأن العلاج الكيميائي كان متعبا، أكدت لنا بأنها واجهت ذلك بصبر كبير و" ازددت ثقة في الله، الذي يصيبني هو يشفيني، فأناجيه في خلوتي"، إلى جانب "تقيّدي بتعليمات الطبيب، ولا تتعجبوا إن أخبرتكم بأن تفاؤلي وراء تأكيد الأطباء بأن درجة إصابتي بالسرطان قد خفّت".

نعيمة: الأمل والتفاؤل سلاحي

من جهتها أكّدت السيدة نعيمة، 50 سنة، بأنه لم يسبق لها قبل الإصابة بسرطان الثدي، وأن شكت من أي مرض أو مشكلة صحية، حتى أنها لم تتناول أي دواء باستثناء مسكّنات ألم الرأس أو الضّرس، غير أن "تشخيص الأطباء للتغيرات التي طرأت فجأة على ثديي، صدمني في بدايته، أجريت عملية جراحية لاستئصال الورم، ومن ثمّ بدأت جلسات العلاج وكم كانت مرهقة نفسيا وصحيا".

"اليوم، هزمت المرض الخبيث، تخلصت تماماً منه، بفضل وقوف عائلتي إلى جانبي، مساندة صديقاتي والأهم إرادتي وإصراري على الشفاء وتمسّكي بالحياة لأجل أولادي وزوجي وعائلتي"، "أعترف بانّ العلاج الكيماوي والأدوية مكلّف جدا ومرهق جدّا، ولكن كلّ بإرادة الله، والله وحده الشافي"، إيمان إلاهي، أكدت نعيمة، في حديثها لـ " الحراك الإخباري"، بأنه تملّكها، فزادها قوّة ومنحها جرعات من الصّبر على الأذى، " أعترف بخوفي من المستقبل، ممّا سوف يأتي، ولكن تسلّحت بالإيمان لمواجهة مصاعب الحياة".

وتخلص نعيمة بالقول: " بعد إجرائي الفحص الطبي الدوري الأخير الذي أداوم عليه، مرّة كلّ ستة أشهر، أكّد الأطباء المعالجون أنّ نسبة عودة المرض قد تلاشت والحمد لله"، موجّهة رسالة قويّة لجميع النساء فحواها " لا تشعرن باليأس والإحباط، لا للقلق والتوتّر، الالتزام بالعلاج، زيارة الطبيب المعالج بانتظام، تناول غذاء صحّي، ممارسة الرياضة، التفاؤل والتمسك بالله بقراءة القرآن والإكثار من الدعاء، سبيلكنّ الأنجع للتخلّص من السرطان".

سمية.م

تاريخ Oct 6, 2019