الحراك الإخباري - "الديوان الاسبرطي" في البوكر العربية
إعلان
إعلان

"الديوان الاسبرطي" في البوكر العربية

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


  عبد الوهاب عيساوي يعيد طرح سؤال التواجد العثماني في الجزائر
 تشكل رواية "الديوان الإسبرطي" لعبد الوهاب عيساوي، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية علامة مميزة من بين الإصدارات التي قاربت تاريخيا المرحلة العثمانية في الجزائر.
الرواية الصادرة عن منشورات "ميم" سنة 2018، تعود لمعالجة الفترة العثمانية في الجزائر حيث تدور أحداثها خلال الفترة الممتدة مابين 1815 إلى 1833، ابتداء من معركة واترلو، وانتهاء برحيل اللجنة الإفريقية عن الجزائر، ويروي عبد الوهاب عيساوي أحداثها عبر مسار خمس شخصيات منها الجزائرية والفرنسية، حيث لا ترسم هذه الشخصيات نفس المسار للوجود العثماني في المحروسة، والذي ما يزال إلى حدّ اليوم موضوعا يختلف حوله الباحثين والمهتمين.
يضم "الديوان الإسبرطي" خمس شخصيات منها ديبون الصحفي الذي كان ضمن ركاب الحملة الفرنسية على الجزائر، وكافيار الجندي في جيش نابليون، والذي يجد نفسه أسيرا في الجزائر، ثم مُخططًا للحملة، ثم نجد شخصية ابن ميار وحمّة السّلّاوي ودوجة... تختلف الشخصيات الخمسة في موقفها من التواجد العثماني في الجزائر وتشترك في كونها تعيش عن قرب تحولات مدينة الجزائر المحروسة.
وتتميز رواية "الديوان الإسبرطي" عن سابقاتها من الروايات التي اتكأت على التاريخ، بكونها من الروايات التي وظفت "كل الجوانب الفنية والتوثيقية والفكرية في هذا السرد، كوسائل ولواحق مكرسة حصراً لاستهداف التاريخ وتخييله في الرواية، وهذا هو الأصل في بنية الرواية التاريخية التي لا توظف التاريخ من أجل غرض خارج عن مداره، وإنما تقوم بتسريد كل شيء في العالم السردي من أجل تخييل التاريخ روائياً"، كما قال عنها الناقد محمد الأمين بحري، والذي أضاف في دراسة نقدية سابقة عن الرواية كونها قدمت توليفة من اللوحات التاريخية والمشاهد الحية في صور تخييلية عميقة الارتباط بالتاريخ، دون أن تخون التاريخ وحوادثه وشخصياته في شيء، ودون أن يخونها التخييل السردي في تقديم رؤية متعددة الأبعاد لفترة تاريخية متداخلة الأحداث، عاصرتها الرواية تخييلياً ومنحت القارئ فيها حياة ومعايشة لأحداثها ".


نعيمة . م

تاريخ Dec 23, 2019