تم مساء اليوم التوقيع على اتفاقية بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع إنتاج الحليب المجفف بالجزائر بقيمة تتجاوز 3.5 مليار دولار. 

وأشرف كل من يوسف شرفة وزير الفلاحة والتنمية الريفية، ووزير المالية لعزيز فايد، رفقة سفير دولة قطر لدى الجزائر عبد العزيز علي النعمة اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على مراسم التوقيع على اتفاقية إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة القطرية "بلدنا" لإقامة مشروع متكامل لإنتاج الحليب المجفف بولاية أدرار بالجنوب الجزائري.

وتم التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الإتفاقية من طرف المديرة العامة للاستثمار والعقار الفلاحيين بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية سعاد عسعوس و رئيس مجلس إدارة شركة بلدنا محمد معتز الخياط.

وتهدف هذه الإتفاقية إلى إنجاز مشروع منظومة متكاملة زراعية صناعية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته عن طريق الشراكة بين شركة بلدنا القطرية والدولة الجزائرية ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار لتربية أبقار الحلوب وإنتاج مسحوق الحليب بقيمة تتجاوز 3.5 مليار دولار.

ويتربع المشروع على مساحة إجمالية قدرها 117 ألف هكتار مكونة من ثلاثة أقطاب، تحتوي كل منها على مزرعة الإنتاج الحبوب و الأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار و إنتاج الحليب و اللحوم و مصنع لإنتاج مسحوق الحليب.

وكشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة على هامش توقيع الإتفاقية، أن قطاع الفلاحة يحتل المرتبة الثانية من حيث المساهمة في الناتج الوطني الخام بعد المحروقات، مما يدفع السلطات العليا للبلاد إلى تركيز الجهود على تطوير القطاع الزراعي لتلبية الإحتياجات الغذائية ضمن رؤية اقتصادية شاملة تأخذ في الحسبان كل المتغيرات التي تؤثر على الأمن الغذائي.

كما ترتكز المقاربة المعتمدة من قبل الدولة _ حسب الوزير - على تطوير الاستثمار الفلاحي وخلق أقطاب فلاحية مدمجة بولايات الجنوب، أين تتوفر كل الظروف الملائمة لتشييد مشاريع كبرى لانتاج وتحويل المنتجات الزراعية كالحبوب والحليب والنباتات الزيتية والسكرية والقطن.

وأكد الوزير، أن مشروع الشراكة مع “بلدنا” القطري نموذج حقيقي لتجسيد سياسة إستثمارية معتمدة من طرف الجزائر في المجال الفلاحي، لافتا إلى أن هذا المشروع إستفاد من كل التحفيزات الممنوحة من جانب العقار والتمويل ناهيك عن المزايا الأخرى، بالإضافة كذلك إلى وضع تسهيلات إضافية لفائدة كبار المتعاملين الراغبين للإستثمار في المجال الفلاحي، وتتمثل في تخصيص رواق أخضر خاص بالمشاربع الكبرى.

ويدخل مشروع “بلدنا” لإنتاج مسحوق الحليب في إطار استراتيجة الدولة لإنتاج أحد أهم المواد الغذائية واسعة الإستهلاك التي تكلف خزينة الدولة أموال معتبرة بالعملة الصعبة، خاصة وأن قيمة المشروع تتجاوز 3.5 مليار دولار أين سيمكن من توفير 50 بالمائة من الإحتياجات الوطنية من مسحوق الحليب المحلي للإنتاج، ناهيك عن الدور الذي سيلعبه هذا المشروع في تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء وخلق 5 آلاف منصب شغل مباشر، والمساهمة في رفع عدد رؤوس الأبقار.

وأوضح الوزير، أن المشروع الذي ينجز بالشراكة بين بلدنا القطري والجزائر يتربع على 117 ألف هكتار من 3 أقطاب في الجنوب بولاية أدرار. وكل قطب يحتوي على مزرعة حبوب والأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، ومصنع لانتاج مسجوق الحليب. مشيرا إلى أن المراحل الأولى للإنتاج تبدأ في 2026.

التحرير