الحراك الإخباري - يوميات مواطن مع ...الحافلة و جحيم المواصلات.
إعلان
إعلان

يوميات مواطن مع ...الحافلة و جحيم المواصلات.

منذ 4 سنوات|روبرتاج

  "افونسي لاريار"..."زيد شوية لهيك".."خلي الكرسي طالع" هي عبارات ترن في أذن ذالك المواطن البسيط الذي لا يقوى على مصاريف الطاكسي كل يوم بل عند الحاجة القصوى فقط.

عمي السعيد كان يستقل نفس الحافلة من زرالدة المتوجهة الى محطة تافورة, شيخ بادية على وجهه ملامح الكبر و التعب لكنه كان واقف في ممر الحافلة, لم يجد مكان يجلس فيه فكل الأماكن كانت مشغولة و لم يشفع له سنه في الظفر بمكان,في حين كان هنا شباب و أطفال جالسين.
حينها قمت له من مكاني فقال لي:" يا بنتي الجيل تاع ضرك ما يقادر الكبير ما يحترموا" لترد علية سيدة في الثلاثينات كان ابنها ذو الإحدى عشر سن كان جالس اماماها " الحاج وليدي انا تان صغير ما يقدرش يوقف و راني مخلصة بلاصة عليه " موقف لم يتعدى الثلاثين ثانية لكنه يمرر رسالة سبب الضعف الأخلاقي لجيل كامل .
 القابض على مقربة من الحافلة غير مبالي بالمسافرين الذين فاق انتظارهم النصف ساعة تحت درجة حرارة فاقت في ذالك اليوم الخمسة و ثلاثين في حافلة اشبه بالفرن و رغم مطالبته بالإقلاع غير انه في كل مرة يرد عليهم " مزال ماعمرتش" ليطرح السؤال كيف هو تنظيم الإقلاع داخل المحطات هل بالوقت ام حسب مزاج صاحب الحافلة على حساب وقت المواطن ؟
  في المحطة التي انطلقنا منها الفوضى في التسيير هي العنوان فلا رئيس محطة ولا مسؤول يمكن ان يرفع المسافر انشغالاته له سوى مسؤولي الايتوزا الذين دخلو في حرب مع الناقلين الخواص بسبب بعض الخطوط .
و أخيرا انطلقت الحافلة...إنتهت معانات الانتظار لتبدأ معانات أخرى, الدفع من دون تذكرة, محطات في كل بضعة أمتار و طبعا في كل محطة ركاب جدد و إكتضاض بين نسوة و رجال ضاربا بذالك عرض الحائط كل قيم المجتمع و أخلاقه فترى وضعيات مخلة بالحياء يندى لها الجبين, وجملة القابض الشهيرة هنا هي" ماعجبكمش الحال شدو طاكسي هذا هو الكار"
    ناهيك عن السرعة التي في لحظة يُخيل لك بأن السائق هو شوماخر و بانك راكب في سيارة الفورميلا وان....سرعة جنونية من اجل الوصول قبل حافلات أخرى يتقاطعون معها في محطات واحدة أين تجد القابض لا يكاد يقطع الاتصالات مع قابضي حافلات أخرى من أجل معرفة من سبقه لمحطة الوصول و من اقلع بعده خوفا من ان يصل عليه..... "فلان وين راه لاحق وصل وصل لبوشاوي؟ أه يا ربي ضرك يديلي الناس" ناسيا انه قادر هو على أخذ حياة الركاب في رمشة عين.


 بوشاوي هي موقف على حافة الطريق السريع الرابط بين زرالدة و بن عكنون خطر حقيقي يهدد المنتظرين هناك لتعلق سيدة بان المواقف الرسمية لا يحترمها الكثير فيما يتسابقون على المواقف غير الرسمية ,استفسرت منها عن الامر فقالت لي بان الحافلات في محطة بن عكنون مثلا لا يحترموا المواقف ابدا فشاغلي خطي بن عكنون باش جراح لا يقفون ابدا عند حديقة التسلية مدخل تيقصراين بالرغم من انها من نقاط التوقف لكن لا يوجد الكثير من ينزل هناك وبذالك لا يتوقفون من أجل شخص أو إثنين الا في العطل طبعا اين تكون الوجهة لها بكثرة ما يجعل حتى الحافلات التي تشغل خطوط أخرى تتوقف هناك فقد أصبح مواقف مثلها عبارة عن مواقف موسمية .

   مشكل آخر هو عدم رد "الصرف" للركاب الا بشق الأنفس... محطة ليتيافسي القابض لم يعيد الحساب المتبقي للعديد من الركاب منذ الإنطلاق من محطة زرالدة بحجة " اصبر ماعنديش الصرف" لينزل العديد من دون باقي الحساب لانهم نسوا بسبب رحلة و كانها كابوس يريدون فقط الوصول لتكمل الحافلة الى غاية المحطة الأخيرة ليكون مسافريين أخرون على موعد مع نفس المشاكل و المعانات او ربما اكثر منتظرين نزول الرحمة الإلاهية بعدما يأسو من رحمة المسؤولين في البلاد.

صبرينة رفين

تاريخ Jul 23, 2019