الحراك الإخباري - أسبوع "تعيس" لبوريطة
إعلان
إعلان

أسبوع "تعيس" لبوريطة

منذ أسبوع|الأخبار


أصبح يعاني من "صداع مزمن"، "توتر يومي" يزداد تبعا لحركة الطائرات في بوفاريك (البليدة) والدار البيضاء (الجزائر)، لم يعد قادرا على النوم بسبب "العزلة" التي تعاني منها الجزائر ورئيسها يصافح الزوار في "المرادية" ووزير خارجيتها يرافع في "نيويورك" وجيشها يرابط على الثغور ويمضي قدما في الدفاع عن سيادتها الكاملة بمكبرات الصوت أو بالغواصات.

أصبح لجوئه إلى الكافيين لافتا، تخلى نهائيا عن "التاي" واستبدل المهدئات بكميات كبيرة من مزيلات الصداع، لكن هذا الأسبوع كان عسيرا جدا على بوريطة (وزير خارجية المخزن) الذي لم يستطع إخفاء حالة الوهن التي تعتريه خلف تلك الابتسامات التي أهداها إلى ضيوفه من صغار القوم وهو يجدد معهم تلك المواقف والتصريحات التي تمت مقايضتها بالشيكات أو الابتزازات.


مبعوث لبوتين (روسيا) ورسالة من لوكاشينكو (بيلاروسيا)

بدأ الأسبوع يوم السبت (لم يكن صديق بوريطة، اليهودي يعمل إنه الشبات) عندما حل بالجزائر نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف الذي سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين الجزائريين، السياسيين والعسكريين.

وبعد انعقاد الدورة الثانية للمشاورات الجزائرية الروسية استقبل الرئيس تبون مبعوث الرئيس الروسي الذي أكد "الإرادة الكبيرة التي تحدو بلاده في مواصلة العمل من أجل تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تربطها بالجزائر."

وركز في هذا السياق على "الاحترام المتبادل" و "التنسيق السياسي الكبير" بين البلدين، سيما وأن والجزائر --كما قال-- "عضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي"، مبرزا "رغبة القيادة الروسية في مواصلة تطوير هذه الشراكة".

وبعد وصف اللقاء الذي جمعه بالرئيس تبون ب "القيم والبناء"، جدد المسؤول الروسي "رغبة البلدين في مواصلة العمل معا من أجل الرقي بعلاقاتهما الثنائية إلى مستويات أعلى".

وقبل هذا اللقاء بيوم واحد (أي الأحد) استقبل الرئيس تبون، مبعوث أوثق الحلفاء لموسكو، وهو وزير خارجية جمهورية بيلاروسيا سيرغي ألاينيك الذي سلمه رسالة من نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.

أوضح السيد ألاينيك أن هذا اللقاء سمح بالتطرق إلى العلاقات بين البلدين ومناقشة "القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي في العديد من المجالات، خاصة منها تلك المتصلة بالصناعة والفلاحة والأمن الغذائي والثقافة وكذا الخطوات اللازمة لتطوير هذا التعاون مستقبلا".


فلسطين بوصلة الدبلوماسية الجزائرية

وبالعودة إلى يوم السبت المتعب لبوريطة وصديقه، حل بمطار هواري بومدين بالدار البيضاء رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى الذي يقوم بجولة عربية من أجل حشد الدعم للحكومة الفلسطينية الجديدة.

وركزت المحادثات على التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة وعلى تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني قبل أن يثمن المسؤول الفلسطيني "مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والدعم المتواصل المقدم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة بشكل حثيث من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، فضلا عن دعم جهود الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".

وبالفعل، فقد رمت الجزائر بكل ثقلها الدبلوماسي بمجلس الأمن الدولي الثلاثاء والأربعاء والخميس من أجل حشد الدعم لمشروع القرار الجزائري الذي تم وضعه باللون الأزرق.

واستبقت الجزائر الجلسة الوزارية التي ستناقش الحالة في الشرق الأوسط والتصويت على مشروع القرار الذي يوصي الجمعية العامة بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة بمنح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" مساعدة عاجلة واستثنائية بقيمة 15 مليون دولار لمواجهة كل الدعوات لاغتيالها وحرمان الشعب الفلسطيني من المساعدات الإنسانية والتملص من المسؤولية الدولية تجاه الذين تركوا وحدهم أمام آلة الحرب الصهيونية.

ومع أن الفيتو الأمريكي أحبط مشروع القرار الجزائري إلا أن جهود عطاف الذي نزل بنفسه إلى مجلس الأمن كللت بوضع الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى في حجر الزاوية وعزلها بمواقفها المنحازة للكيان الصهيوني عن باقي أعضاء المجلس والمجموعة الدولية ولاسيما بعد فشلها في التأثير على تصويت فرنسا والإكوادور واليابان وكوريا الجنوبية.


بالمرادية أو نيويورك، التزام بحق الشعب الصحراوي 

وزاد صداع بوريطة الثلاثاء وهو يرى الصور الأولى لاستقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنظيره الصحراوي إبراهيم غالي، وكان لافتا في هذا اللقاء ومحيرا لبوريطة حضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة ونظيره الصحراوي محمد الولي أعكيك.

وخلال اللقاء تم التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال التي تكفلها المواثيق والقرارات الدولية، كما ناقش الجانبان جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ولم يكد ينتهي هذا اللقاء في العاصمة الجزائر حتى بدأت مشاورات عطاف مع المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا التي "تمحورت حول الجهود والمساعي الأممية الرامية لإعادة بعث المسار السياسي بمشاركة طرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمملكة المغربية) بغية الوصول إلى حل سياسي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"

ولم يغادر دي ميستورا مقر البعثة الجزائرية في الأمم المتحدة إلا وقد استقبل الوزير عطاف مساعد كاتب الدولة الأمريكي لشمال افريقيا وشؤون الشرق الأدنى، السيد جوشوا هاريس، الذي يعتبر المسؤول الأمريكي عن متابعة قضية الصحراء الغربية.

وتبادل رئيس الدبلوماسية الجزائرية والمسؤول الأمريكي المرشح لمنصب سفير واشنطن بالجزائر "وجهات النظر حول آخر المستجدات المرتبطة بهذا الملف وكذا النتائج المنتظرة من جلسة مجلس الأمن".

وإلى جانب ذلك أجرى عطاف لقاءات مع مسؤولين أممين على غرار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ووزيري خارجية الأردن والبرازيل ودبلوماسيين فلسطينيين وأمريكيين.


التعاون العسكري بين الجزائر والناتو

ولم يكد ينتهي هذا الأسبوع التعيس لبوريطة قبل أن يستقبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة الخميس رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، الأميرال روب بوير، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر على رأس وفد عسكري هام.

وأكد الفريق أول أن التعاون بين الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي "أكمل في إطار الحوار المتوسطي، شهر مارس المنصرم، عامه الرابع والعشرين، حيث مكن من إرساء شراكة متينة ومثمرة بين الطرفين وخلق ديناميكية للتشاور والحوار، وهو ما تؤكده زيارتكم اليوم".

وتابع أنه "فيما يتعلق بالتعاون العسكري الذي يشكل أساس هذه الشراكة، فإن القراءة المتأنية لحوصلة النشاطات المنجزة خلال هذه السنوات الأخيرة تبين أن التعاون العسكري بين الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي قد عرف تطورا نوعيا، سواء على مستوى الحوار والتشاور أو على المستوى العملي". 

وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن "الجزائر الفخورة بماضيها والغيورة على استقلالها، تحرص شديد الحرص على قرارها السيد وبسط سيادتها، كاملة غير منقوصة، على كامل إقليمها الوطني".

وبدوره، أشاد الأميرال روب بوير ب "دور الجزائر المحوري في الحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة الإقليمية".

وبين السبت والخميس عملت الأبواق المخزنية كالعادة على التشويش تارة بالوساطة الروسية الوهمية مع دول الساحل وباللوبي الجزائري المؤثر في واشنطن وتارة أخرى بأكذوبة "سالينا" أو بالاستقالة المزعومة.

لطفي فراج

تاريخ Apr 19, 2024