يشتهر سكان الصحراء الجزائرية، وخاصة الطوارق منهم والبدو الرحل، بتحضير ما يعرف "بخبز التاقلا"، لإكرام ضيوفهم والترحيب بالسياح القادمين من داخل وخارج الوطن.

وأغرب ما يميز هذا الخبز، هو طريقة طهيه، والتي تختلف عن طرق طهي مختلف أنواع الخبز، من خلال وضعه تحت الرمال، من دون أن تلتصق به، حبات الرمل، إلا أن مكوناتها هي واحدة فقليل من طحين القمح، ماء وملح يمزجون لتتشكل العجينة التي توضع بعد ذلك في حفرة تكون قد اشعلت النار من فوقها، ثم يتم ردم العجينة بالرمال الساخة مع الجمر.

ويخفي هذا الخبز وراءه قصة كفاح البدو الرحل في حياتهم اليومية، للتغلب على المشقات، باعتبارهم يجوبون الصحراء الكبرى، ومع انعدام وسائل الطهي العصرية وإمكانيات العيش لجأ أجدادهم إلى ابتكار طريقة الطهي هاته، والتي توارثوها أبدا عن جد، وكما يقال الحاجة أم الاختراع.

وعن سر عدم التصاق حبات الرمل بخبزة التاقلا يحكي أحمد وهو من الطوارق الذين العارفين بخبايا هذه الأكلة بأن السر يكمن في ذر الطحين جيدا حول العجينة من جميع الجوانب قبل وضعها في الحفرة الرملية، وبعد مدة من الزمن يتم إخراجها، وتقدم بالمرق المحضر من الخضار واللحم.

وحسب ذات المتحدث فإن السياح يقبلون عليها كثيرا، والبعض منهم، ممن أعجبتهم "التقلا" يحاولون تحضيرها في بيوتهم، من خلال حفر حفرة في التراب، كما يعيد الكثير من المواطنين الذين سبق وزاروا الصحراء على تحضيرها في رمال الشواطئ بشمال الوطن.

صبرينة رفين