الحراك الإخباري - كوابيس "بوريطة"
إعلان
إعلان

كوابيس "بوريطة"

منذ شهرين|رأي من الحراك


كان يمكن لبوريطة وزير الخارجية المغربي أن ينام هذه الليلة دون أن يزعجه "كابوس" أو يقض مضجعه "أرق"، لكن ذلك لن يحدث في الساعات المقبلة على الأقل.

أسوء كوابيس مبنى روزفلت (مقر الخارجية في الرباط) في اليومين الماضيين كان الحضور "الوازن" للمشاركين في قمة الجزائر للغاز وهو ما تحقق فعلا بمشاركة 10 رؤساء دول من بينهم حلفاء الأمس موريتانيا والسنغال وضيفي شرف هم تونس وإيطاليا ليجد المغرب نفسه خارج المشهد. إنها العزلة الحقيقية وليست تلك التي تروجها الدعاية المغرضة مدفوعة الثمن.

ما لن ينفع معه قرص "مهدئ" أو سائل "منوم" هذه الليلة هو مشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أشغال القمة السابعة وأداءه لصلاة "المغرب" مع جموع المصلين في جامع الجزائر الأعظم قبل قليل.

الصورة التي خبأها مساعدو "بوريطة" عنه هذا المساء هي صورة الرئيس تبون مع المشاركين في القمة ولاسيما أنه كان يتوسط المشهد بين الرئيس رئيسي والأمير تميم.

ما بقي شوكة في حلق بوريطة أن إيران لم تلتفت إلى المخزن يوما بالرغم من كل دعايته الكاذبة بخصوص علاقة "حزب الله اللبناني" مع "جبهة البوليساريو" أو فورته مع الحلفاء السابقين الذين باعوه عند أول مصالحة فبقي وحيدا ينتظر أي إشارة مطمئنة. 

ولأن لا "بوريطة" ولا من هو أعلى منه يستطيع أن يصف إيران بأنها خصم لما يسميه باللوحدة الترابية لتبرير احتلال الأراضي الصحراوية يكابد محمد السادس العناء منذ سنوات لاستجداء الجمهورية الإسلامية من أجل الحياد والحياد فقط.

وحتى بعد الاتفاق الإيراني السعودي لا يزال المخزن في الانتظار خاصة وأنه يحتفظ بنفس النظارة البالية التي يرى بها الأصدقاء والخصوم ومن بين هؤلاء الكيان الصهيوني الذي تحول إلى حليف عندما دخل الملك المغربي في الحلف الإبراهيمي.

وأخوف ما يخافه بوريطة هو عودة إيران إلى موقفها الأساسي الذي يعترف بالجمهورية الصحراوية الديمقراطية الشعبية فيراهن على الابتزاز الدبلوماسي من خلال التنابز تارة في حالة أزمة البحرين في 2009 والقطيعة في حالتي المد الشيعي ودعم البوليساريو في 2018 تارات أخرى.

أما علاقة الجزائر بإيران فلا يستطيع المغرب أن يقترب منها لأنها حقل ألغام يمكن أن يجعل بوريطة لا ينام لعدة ليالي وليس لليلة واحدة فقط.

لطفي فراج

تاريخ Mar 2, 2024