الحراك الإخباري - من قرية "أزيار" بالميلية إلى جامعة ميزوري الأمريكية"
إعلان
إعلان

من قرية "أزيار" بالميلية إلى جامعة ميزوري الأمريكية"

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


يقدم الأستاذ بجامعة الجزائر 3 عمار بوحوش في كتابه الصادر حديثا عن دار “موفم للنشر" من قرية “أزيار” بالميلية إلى جامعة ميزوري الأمريكية”، خلاصة تجربة حياة عاصر فيها عدة مراحل ووجوه، وكان فيها شاهدا على الكثير من الأحداث التي عرفتها الجزائر في محطات مختلفة.
يخصص الدكتور بحوش جزءا من الكتاب لرصد تجربته ومسيرته المهنية متحدثا عن العراقيل والصعوبات التي لم تنل منه بل جعلته الأستاذ والباحث الذي انتقل من قرية “معزولة” إلى أرقى الجامعات الأمريكية حيث نافس الطلبة الأمريكيين .
ويقدم الكتاب صورة عن الباحث العصامي الذي عاش على غرار أبناء جيله من نزلاء المداشر محروما من مزاولة التعليم في القرى البعيدة،
لكنه وبرغم كل تلك الظروف تمكن من فكّ العزلة، وحوّل ظروفه الصعبة إلى طريق للمجد وصنع النجاحات، وتبوأ أعلي المراكز العلمية.
 يعود بنا الكاتب إلى مدينة الميلية وتاريخها العريق في زمن التواجد الأتراك ونسبتها للوادي الكبير وما شهدته المنطقة تحت حكم أحمد باي الذي تولى منطقة قسنطينة سنة 1826، مرورا بمقاومة الاحتلال الفرنسي، وعدّد كل القبائل التي صنعت تاريخها بالمنطقة، بما فيهم قرية “أزيار” التي ينتمي إليها وولد فيها بتاريخ 17 ديسمبر 1938، والتي لم تكن تملك مدرسة ابتدائية آنذاك، لكنه استطاع بعد تفوقه في حفظ القرآن على يد الشيخ حمو أن يكون ضمن التلاميذ النجباء الذين يتم إرسالهم إلى الميلية ثم الى قسنطينة لمواصلة الدراسة، كما عرج الكاتب على مرحلة مهمة في حياته، وهي الثورة الجزائرية التي اندلعت في أول نوفمبر 1954، وكيف انخرط في صفوف المجاهدين، ودوره في إنشاء فرع للإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالكويت، ومن ثم شق طريقه نحو نيويورك لخدمة الثورة ومواصلة الدراسة بالجامعة.
في ذات الكتاب، يروي الدكتور بحوش أطوار مرحلة مهمة من حياته سواء تعلق الأمر ببداية ثورة التحرير أو خلال تواجده بالجامعة الأمريكية والصعوبات التي واجهها في دراساته العليا، كما أفرد فصلا خاصا بأهم الشخصيات التي عرفها تاريخ الجزائر، كما عرفها هو وعايشها حيث ينقل لنا شهادات حية عن أهم رموز الدولة الجزائرية وشخصياتها، كما خصص الفصل الخامس من الكتاب لرصد مواقفه وذكرياته مع هذه الشخصيات.
وكان قبله قد خصص الفصل الرابع للحديث عن الصعوبات التي صادفته في التأقلم مع البيئة الأمريكية خاصة وأنه كان طالب مغترب وبدون منحة.
وفي نفس الفصل تحدث عن ذهابه الى باريس للقيام بدراسة ميدانية، وعودته إلى الجزائر أين تلقى عرضا من المنظمة العربية للعلوم الإدارية عام 1980 لتولي منصب كبير الخبراء بالمنظمة لغاية أوت 1982، ليعود إلى التدريس في قسم العلوم الإدارية بالجامعة الأردنية بعمان.
في حين خصص الفصل السادس للحديث عن الأبحاث والدراسات الجامعية وأزمة البحث العلمي في الجزائر، من خلال رصد أهم فترة للتعليم العالي في جزائر بعد الاستقلال وهي تجربة الإصلاح في القطاع.
وختم الكتاب بفصل سابع عدّد فيه الأطروحات والرسائل الجامعية التي أشرف عليها، وقائمة بأسماء الطلبة الذين أشرف عليهم في الماجستير والدكتوراه ودون أن يهمل مناقشة إشكالية تخصص العلوم السياسية في الجزائر، وتجاهل هذا التخصص في الجامعات الجزائرية مع الحديث عن أزمة البحث العلمي.

نعيمة . م

تاريخ Dec 25, 2019